سال رحيق العبارات، ليكتب أجمل النبضات والهمسات.. في الجزء الثاني من سلسلة "نبض الحياة".. فأهلا بكم ومرحبا وأحييكم بأجمل التحيات.. 1-الأدب الملتزم: يقدم الأدب الإسلامي العلاج لنفوس صبغتها قليلا أو كثيرا ثقافة المادة السائدة، ليحرك مشاعرها ويمس نبضها العميق، ويعانق الفطرة التي طمست ويطرق أبوابها لينفذ إلى غياهبها، ويرفع همتها لطلب وجه الله تعالى، ويسمو بروحانيتها لطلب المعالي والاستقامة وحب الله تعالى وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بدل حب الدنيا وزخرفها. نقرأ الأدب الإسلامي في شعر صاحب ظلال القرآن الشهيد سيد قطب، وفي روائع الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، وفي روايات نجيب الكيلاني وغيرهم رحمهم الله... أدب يستعمل الجمالية الأدبية ليبلغ رسالة القرآن الخالدة، وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخلاق الإسلام، وأن الإنسان خلق لغاية، محاسب غدا أمام الله تعالى... أدب متطهر من الأرجاس، ومن الوسواس الخناس... أدب لم تجتحه أعاصير الحداثة الإلحادية ولا الدوابية المادية الغربية... لا خير في أدب يؤجج مشاعر الناس لكنه غافل عن الله تعالى والدار الآخرة، عاجز مثبط لهمم الرجال... لا خير في أدب ينعت إسلاميا لكنه يدب خلف الرائد الغربي المادي ثم يحترق كما يحترق الفراش الهائم... كيف ننعت أدبنا بالإسلامية إن لم يستعمل في خدمة الإسلام ورسالته ودعوته...؟ "أينزع عن الأدب الإسلامي حلل الجمالية وزينة الإبداع ليرتدي وقار الواعظ، وليقطب جبين الإنكار، ويعبس عبسته؟" لا بسمة على الشفاه ولا بشاشة تعلو الوجوه... ليس هذا المقصود لكن أن تستعمل تلك الجمالية وذلك الإبداع موصولة بالشفاء القرآني، مع صدق المضمون وبيان الحقيقة، لغزو أعماق الإنسان، لإبطال فعل سموم الدوابية. يجب أن يكون الأدب الإسلامي كلمة هادفة لها مغزى ومعنى تأخذ من العصر وسائله، وتروضها وتتزين بزينة الله، وتتلطف بأشكال العصر من الألبسة المشروعة... الأدب الإسلامي كلمة تحمل رسالة الإسلام إلى عالم متعطش بجمالية المبنى ولين القول، دون أن يخضع بالقول للاستكبار العالمي، أو يكون أداة تسلية وبضاعة استهلاك، أو يتبنى نغمة الثقافة الهوليودية. إسلامية الأدب لا تدعه يتيه في أودية الخيال غافلا عن مهمته ووظيفته في التبليغ، والجهاد: جهاد الكلمة والقلم. وما أجمل هذا القول وأحسنه: لكن الأدب والشعر والفن إن استألفته رياض الخيال النضرة، وأبهجه التغريد بالحنين مع شحارير الرياض وهزارات الأفنان وأزهار البستان فتلفت في يده الأمانة وذهل لسانه عن الكلمة المبلغة، وزلِق حوضه وجف وعف عن الجهر بالحق فما هو إلا قرية ظلمت ولم تُؤت أكلها، وعقَّت والديها وأهلها. 2-ليس بقلب.. القلب الذي ليس فيه حب ليس بقلب.. 3-نَفَسٌ يملأ الكون عِطْرا.. بنور سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- أشرقت الأرض.. بنفَسه الطيب امتلأ الكون عَبقا وعطرا.. بضياء وجهه الشريف استضاء القمر.. وبعشقه الطاهر اهتز الجبل.. 4-كن.. كن رجلا.. كن ربانيا.. كن صدوقا.. كن روحانيا.. كن نقيا.. كن مستقيما.. كن متفائلا.. كن مستبشرا.. كن رحيما.. كن سمحا.. كن محبوبا.. كن مبادرا.. كن مباليا.. كن منفتحا.. كن متجددا.. كن لينا .. كن رفيقا.. كن معطاء.. كن إيجابيا.. كن حييا.. كن مهتما بالآخرين.. كن محبا للخير للجميع.. كن متطلعا إلى المعالي.. كن على الخير والخلق والفضيلة مقبلا وعلى الشر والسوء مدبرا.. كن كالنخلة عن الأحقاد مرتفعا.. كن كالنخلة تُرمى بالحجر وتَرمي بالثمر.. كن على ثقة بالله.. كن على حسن ظن بالله.. كن ذوقيا.. كن فاعلا ولا تكن مفعولا به.. كن مرفوعا ولا تكن مجرورا.. كن كالغيث أينما نزل نفع.. 5-لا تكن.. لا تكن أنانيا.. لا تكن مصلحيا "براغماتيا".. لا تكن عنصريا.. لا تكن طائفيا.. لا تكن متقوقعا.. لا تكن راكدا.. لا تكن خمولا كسولا.. لا تكن حقودا حسودا لجوجا.. لا تكن همازا لمازا مشاء بنميم.. لا تكن متتبعا لعثرات الآخرين.. لا تكن مسيئا الظن بعباد الله.. لا تكن قاصر النظر لا ترى إلى أبعد من قدميك.. لا تكن سمينا يحجبك انتفاخ بطنك عن رؤية خطى قدميك.. لا تكن عاجزا عن صعود الجبال حتى لا تعيش أبد الدهر بين الحفر.. لا تكن متكبرا مستكبرا مغرورا.. لا تكن جبانا مثبطا.. لا تكن قاسيا خشنا.. لا تكن رأسا.. ولا ذنَبا.. لا تكن ورقيا.. لا تكن ماديا.. لا تكن سلبيا.. لا تكن شهوانيا غضبيا حيوانيا... لا تكن يئوسا قنوطا.. 6-عبرة من شمعة.. قل في الخير نحن ولا تقل أنا.. عش حياتك للآخرين ولا تعش لنفسك.. خذ العبرة من الشمعة.. انظر إليها كيف تحترق لتضيء الدرب للآخرين.. 7-بين الحرية الإنسانية والحرية الحيوانية.. الحرية الإنسانية هي الأفكار السامية، والمشاعر العلوية.. .. هي إزاحة الحواجز أمام الروح لكي تسمو وتحلق في الأعالي.. ..هي الارتباط بالفكر الحق والتفيكر السليم وعدم إيذاء الآخرين.. .. هي ارتباط بالطوق الذهبي لأخلاق الإسلام ومبادئ الدين.. أما الحرية الحيوانية فهي الانطلاق بلا قيود ولا ضوابط ولا أخلاق ولا مبادئ ولا مسئولية.. 8-أتناديه نداء الغريب..! بعض الناس يمنع زيارة قبر سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد الرءوف بالمؤمنين الرحيم –صلى الله عليه وسلم-، وبعضهم يناديه نداء الغريب: "محمد" هكذا مجردة من كل أدب.. وقد تشمئز نفس هذا "الجاف الجافي" إن استدعاه شخص باسمه المجرد دون كلمة "أستاذ" أو "شيخ" أو "أسي".. وبعضهم يبخل عليه حتى بالصلاة عليه، فيكتب بدل الصلاة والسلام عليه، صادا صماء "ص" فيحرم نفسه أجر الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوابها وما أعده الله للمصلين المسلمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. 9-قلقلة الأواني.. الأواني الفارغة كثيرة الضجيج على عكس الممتلئة.. وكذلك الجرس لما كان فارغا من محتواه أحدث ضجيجا وصوتا مزعجا.. فكذلك بعض البشر..! فتعلم قبل أن تتكلم..! وكن ممتلئا ولا تكن فارغا.. 10-الشباب.. كل أمة اهتمت بشبابها ارتقت وارتفعت.. وكل أمة تخلت عن شبابها انحطت ووهنت.. 11-سِرُّ بقاء الأمم.. قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعِثت لأتمِّم مكارم الأخلاق» [سنن التِّرمذيّ]، ووصف الله تبارك وتعالى خاتم أنبيائه وصفوته من خلقه سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم بالكمال الخلقي فقال: ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ))[القلم: 4]، ولمَّا سُئِلَتْ أم المؤمنين عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق -رضي الله عنهما- عن خُلُقِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالت: «كان خُلُقُه القرآن»[صحيح مسلم]، وعن أنسٍ بن مالك -رضي الله عنه- قال: «كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أحسنُ النَّاسِ خُلُقًا» " [رواه الشَّيخان وأبو داود والتِّرمذيُّ]... إن الأخلاق هي جوهر رسالات السماء على الإطلاق؛ وإن من أهم مقاصد البعثة النبوية إتمام صالح الأخلاق ومكارمها وبناء صرحها ودعامتها، وإشاعة روحها في نفوس الأفراد والأسر والمجتمعات، والعمل على تقويمها.. بل إن الهدف الأساس من كلِّ رسالات السماء هدف أخلاقي.. وبقاء الأمم واستمرارها مرتبط بأخلاقها، إن صلحت بقيت وعزت واستمرت، وإن فسدت فنيت وذلت وذهبت.. وإذا أصيبت أمة في أخلاقها فكبِّر عليها أربعا لوفاتها! وإذا أصيبت أمة في أخلاقها فنبئها عن قرب زوالها! 12-العشق طاقة وحياة.. العشق يخلصك من قيود "الطين".. وينطلق بك في الكون الفسيح ويعبر بك نحو الجمال والكمال.. لا تقل يستحيل.. فالعشق هزّ جبل أحد هزّا وأصبح ثملا حتى لامسته قدم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أثبت يا أحدّ فإنّ فوقك نبيّ وصدّيق وشهيدين».. 13-الماء الراكد لا يصلح للوضوء.. هذه نصيحة ترفع الهمة، وتحرك العقل والتفكير نحو القمة، أتراك تعيش حياة الناس وتشاركهم واقعهم، أم تخاطبهم من برجك العاجي ب"لا يجوز".. أتراك تتجدد مع تجدد الحياة أم تبقى راكدا في مستنقعك.. أتراك ترنو إلى الثريا أم تبقى مختفيا في الجحور والكهوف.. 14-سبقت فاءه عين.. بين الفن والعفن حرف واحد.. الفن ينبض بيافع فكر.. ويشرق على صفاء فطرة.. ويفجر طاقات داخلية.. ويسمو بالإنسان إلى ملكوت علوية.. الفن قسمات جميلة.. وإيقاعات موسيقية.. وقطوف دانية.. وإشراقات روحية.. ولمسات إبداعية.. أما إذا أطلق للفن حبله على غاربه.. وتخلى عن وظيفته ومقصده.. وتحول الفنان إلى حاطب ليل.. وإلى قوس بلا نبل.. لمعاني الرفعة والسمو يتجاهل.. وعلى حمى الأخلاق والقيم يتطاول.. فحينئذ تسبق فاء الفن عين.. ويتحول إصباحه ظلاما مبينا.. إذ لا فرق بين العود والحطب إلا نسمة الريح الطيبة والنفحة المسكية.. وبدخول العين على الفن يفقد روحه.. وتزول عنه معالمه.. فيظلم نهاره.. وتذبل زهرته.. مهما كانت كلماته جميلة.. وإشاراته لطيفة، إذ يضيع الجمال والإبداع في الظلام الدامس وفي عالم العميان عالم البوم والخفافيش والأحناش.. فهل يستوي فن اتبع الشهوات.. ونسي غايته في الحياة وكان لربه عصيا ولنعمائه شقيا.. ولفضله عليه منسيا.. هل يستوي صخب الصاخبين وعبث العابثين وطيش الطائشين وحيوانية الحيوانيين.. مع فن تجني منه رطبا جنيا.. لا شرقيا ولا غربيا.. إسلاميا محمديا.. يعرض مناظر خلابة وإطلالات مشرقة.. وشرائح ذات جلال وجمال.. وأشجار نخيل وارفة الظلال.. يكشف المستور عن كتاب الله المنظور.. ليجعلك توحد الله الخالق وتقبل على من أبدع الخلائق.. وتسبحه بكرة وعشيا.. ساجدا وراكعا وبكيا.. 15- نباح كلب أم زئير أسد.. الكلب كثير النباح بلا سبب.. بل حتى عند سماعه صوت السماء "الله أكبر".. أي عدو للنجاح هذا.. أي عدو للرقي هذا.. أي عدو للخير هذا.. أي شيطان يسكن هذا.. أي غدر يجثم على جسد هذا.. لا غيرة له.. ولا يبالي بحماه.. نباحه مشئوم.. وحضوره ملوم.. وغيابه غير مأسوف عليه.. يخسأ مع كثرة نباحه.. ويهرب لحجر يصيبه.. إذا استـُفز انكشفت سوءاته.. وبدا للعيان عواره.. وفاحت رائحته تزكم النفوس كاشفة صفة كلبيته وغدره.. أما الأسد فكثير الصمت.. حريص على حماية عرينه.. لا يرضى الونى ولا يستكين.. ولا يبالي بعبث الضباع والقرود.. زئيره مرهوب.. وجبينه مرفوع.. وثبه جد.. وهوله شديد.. يخشى وهو صامت.. ويحسب له العدو حسابا وهو قانت.. 16-صانع الحياة.. حوَّل الليل إصباحا.. وفجر من الأحجار أنهارا .. وصيَّر النحاس ذهبا.. وجعل الماء الأجاج عذبا فراتا سلسبيلا.. 17-معيار التكافؤ عند العوام.. تعتبر الكفاءة بين الزوجين من الثوابت الشرعية في الزواج. لكن ما هو معيار التكافؤ؟ وعَلاَم يُقاس؟ إن وضعنا كتاب الله تعالى على الرف، والحديث النبوي الشريف محفوظ بين دفتي أسفاره، ونظرنا إلى واقعنا بأعين الموتى، وعجزنا عن التخلص من الرواسب الجاهلية وعاداتها فينا، فإن معايير الكفاءة بين الزوجين تكون هي المال والجاه، يُصْهِر الولي بابنته إلى كبير القوم ممن له مال وجاه أو سمعة وحسب، وتسعى هي إلى المال والجاه، ويسوقها أهلها إلى القبر الزوجي تسكنه ريثما يُساق الثري الهرم إلى قبره فترث ما تركه لها من الأموال... 18-الدين والخلق.. دعامتان -في الكفاءة الزوجية- الدين والخلق: قد يكون في المرأة أو في الرجل بعض التدين لكن نقصه في الخلق والمروءة لا يؤهله لصلاحية الفطرة إنجابا وتربية. فالتدين الأجوف الخالي من الخلق الكريم يقعد صاحبه عن معالي الأمور، لابد أن يكون التدين مقرونا بسلوك الفرد العملي مع الناس الأقرب فالأقرب، يزن بميزان العقل واللياقة وحسن الأداء كل أعماله.. فالإيمان هو الخلق والخلق هو الإيمان. 19-الجمال.. الجمال جمال الروح والخلق.. الجمال جمال العلم والأدب.. الجمال جمال التقوى والاستقامة.. الجمال صفاء السريرة ونقاء القلب.. 20-هكذا الحياة.. الحياة مليئة بالأشواك فتخطاها دون أن تجرحك.. انظر إلى الزهرة العطرة ذات المنظر الخلاب كيف هي محاطة بالأشواك! فهكذا الحياة.. 21-صناعة النجاح.. الحياة مليئة بالأحجار فلا تتعثر بها بل اجعل منها سلما ترتقي به للقمة.. 22-أصلح أخطاءك أولا.. لا تنظر إلى عيوب الناس ما دامت فيك عيوب وأنت لا تخلو من العيوب أبدا..! 23-أحسِن إلى الناس وإن أساءوا.. بالإحسان إلى من أساء إليك تكون قد أخلصت لله شكرا.. وأعطيت للمسيء إليك درسا.. وكانت روحك أصفى وأنقى.. حيث جعلت قدوتك الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم-.. فهل يستوي من برسول الله اقتدى.. ومن ينثر سمومه على الناس كالأفعى! وأساء إلى من أحسن إليه وبدل نعمة الله كفرا! 24-ذكر الله.. ذكر الله للقلب شفاء وحياة.. وللخير والبركة مفتاح.. وللهَمِّ والكرب فرج .. وللآخرة زاد.. 25-الائتلاف.. إن دين الإسلام دين الجماعة والائتلاف، فلذلك شرع الله تعالى الصلوات جماعة، يجتمع عليها أهل الإسلام خمس مرات في اليوم والليلة، وشرعت صلاة الجمعة يجتمعون عليها مرة في الأسبوع، وشرعت صلاة العيدين (الفطر والأضحى) يجتمعون عليها مرتين في العام، وشرعت فريضة الحج للاجتماع العالمي بين المسلمين مرة في العام، هذه التجمعات مقصدها الأسمى والأساس الائتلاف بين المسلمين والتحاب والتراحم والتواصل والأخوة والتناصح والتعارف بينهم، والبر والتقوى وتفقد أحوال بعضهم بعضا... 26-كمال الإنسان بالأخلاق الحسان.. كمالك بحسن أدبك وأخلاقك.. وزينتك بحلمك وسماحتك وعفوك.. وجمالك بصدقك واستقامتك ونقاء قلبك.. 27-السابقون الأولون.. لا تنتظر أن يتغير من حولك لتتغير، ابدأ بنفسك فالزمان لا يرحم.. وكن الفاعل ولا تكن المفعول به! 28-كن الغيث.. كن كالغيث يحمل الخير للجميع.. كن كالغيث أينما حل نفع.. كن كالغيث لا يفرق بين المحسن والمسيء.. كن كالغيث واسع الصدر والأفق.. 29-اليد المرفوعة.. الدعاءة عبادة ومخها.. الدعاء يرفع البلاء وينزل المدد من السماء.. ارفع يديك بالدعاء إلى ربك جل في علاه فاليد المرفوعة إلى السماء لا تعود فارغة أبدا.. 30-إلا رحمة الله.. فكم من البكائين حرموا، وكم من الضحاكين طردوا، فلا الضحك ينفع ولا البكاء يشفع.. لا ينفع الإنسان في آخرته إلا رحمة ربه.. 31-إنما تنصرون بضعفائكم.. قلوب الضعفاء قريبة من الحق، فأول رجواهم سلامة دينهم، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. 32-جولة الحق إلى قيام الساعة.. إن كان للباطل جولة واحدة، فإن للحق جولات إلى قيام الساعة ((والعاقبة للمتقين)). 33-المراقبة.. ما يعمل المؤمن من عمل في السر والعلن إلا وهو يعرف أن الله تعالى يراقبه.. 34-لن يموت ولن يخيب.. من يعتمد على الله تعالى لن يموت قلبه.. ومن يستحضر مراقبته له في حركاته وسكناته لن يخيب سعيه.. ومن يتوكل على الله فهو حسبه.. 35-في التاريخ عبر.. ((اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ** ضاع قوم ليس يدرون الخبر))[الشاعر]. دع عنك البكاء على الأطلال.. والأماني المعسولة.. لا ترجُم بالغيب.. ولا تحلق بعيدا في سماء الخيال.. اقتحم العقبات.. واعتبر من سنن التاريخ.. ومن فاتته العبرة أضاع الحاضر والمستقبل.. 36-الفرقة الناجية.. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية... »[صحيح مسلم] بعض الناس يرون أنفسهم الفرقة الناجية والجماعة المقصودة في الحديث وكل من خرج عنهم هالك لا محالة، لا خلاص للفرد إلا داخل سياجهم! إنه في ظل هذا الشتات والتشرذم والتفرق الغثائي الذي تعيشه الأمة فلا تكاد تجد إلا من هو معجب برأيه، متعصب لمذهبه، منتقص لغيره، يعتقد أن الحق المطلق معه وفي فلكه يدور معه حيث دار، وغيره على باطل! وينسى هؤلاء ويتناسون أن الاختلاف سنة من سنن الله في الحياة، وأن البشر يصيبون ويخطئون، وأن العصمة لأنبياء الله ورسله –عليهم السلام-، وأن رحمة الله واسعة لا تحجر في زاوية ضيقة وفي فئة معينة، وأن كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا وحبيبنا محمد –صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا هو من الفرقة الناجية –إن شاء الله تعالى- مهما كان مذهبه ومشربه وعرقه وانتماءه... 37-عقيدة المؤمن.. عقيدة المؤمن هي وطنه، وهي قومه، وهي أهله، وهي كل شيء، وعليها يجتمع البشر. إنها أهم دعامة للعمران البشري؛ العقيدة السليمة المستمدة من وحي السماء. وإن أهم ما تميز به هذا العمران البشري الإسلامي، أنه قام بكل ما قام به من عمارة الأرض، وهو يستظل بظل العقيدة الإسلامية الصحيحة، بل ينطلق من منطلقها ويحقق مقتضياتها. 38-ظل الإيمان.. الإيمان يظللك بالسكينة والراحة.. يملأ قلبك أنسا ومحبة ورحمة.. تهتدي به في الملمات ومدلهمات الأمور.. هو حجابك عن الآثام والشرور.. يحملك في سفن النجاة.. ويوصلك إلى مرفأ الحياة.. حيث الله والدار الآخرة والنعيم المقيم والسعادة الخالدة.. 39-للإيمان نور.. للإيمان نور في القلب يضيء للمرء دروب الحياة ومسالكها.. ويأخذ بيده إلى الجنة ونعيمها.. 40-دعاء.. اللهم ارض عن سادتنا أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وعلي المرتضى وسبطي المصطفى الحسن والحسين وأمهما فاطمة الزهراء وعن الصحابة أجمعين وعن أزواج نبيك أمهات المؤمنين وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وصل اللهم أفضل صلواتك على سيد مخلوقاتك سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم. د.رشيد كهوس انتهى الجزء الثاني من "نبض الحياة" ويليه الجزء الثالث إن شاء الله.