القرآن القرآن يا أمة القرآن

يقول الشهيد الإمام حسن البنا رحمه الله: "العالم بأسره يتخبط في دياجير الظلام... العالم كله يسير في مسالكه على غير هدى، أفلست النظم وتحطم المجتمع، وتدهورت القوميات، وكلما وضع الناس لأنفسهم نظاماً، انقلب رأساً على عقب، والناس لا يجدون الآن سبيلاً إلا الدعاء والحزن والبكاء، ومن الغريب أن بين أيديهم القرآن الكريم كتاب الله تبارك وتعالى". (حديث الثلاثاء ص11).

كالعيس في البيداء يقتلها الظما **والماء فوق ظهورها محمول

فيا ترى ما هو واجبنا نحو القرآن؟ ألخص ذلك في أربعة واجبات، وهي مستمدة من كتاب الشهيد حسن البنا رحمه الله وهي:

1- أن نؤمن إيماناً جازماً لازماً لا ضعف فيه ولا وهن معه بأنه لا ينقذنا إلا منهاج اجتماعي مستمد من كتاب الله تعالى.

2- أن نتخذ من كتاب الله تعالى أنيساً وسميراً ومعلماً نتلوه ونقرأه، وألا يمرّ يوم من الأيام حتى تكون لنا صلة بالله تعالى، وهكذا كان أسلافنا رضي الله عنهم، ما كانوا يشبعون من القرآن الكريم، وما كانوا يهجرونه.

3- مراعاة آداب تلاوة القرآن، وأثناء الاستماع مراعاة آداب الاستماع, وأن نحاول ما استطعنا أن نتدبر ونتأثر.

4- العمل بأحكامه، وأحكام القرآن الكريم -كما تظهر لنا وكما نعلمها- تنقسم إلى قسمين:

الأول: الأحكام الفردية التي تخص كل إنسان بنفسه, كالصلاة والصيام والزكاة والحج والتوبة والأخلاق...

الثاني: الأحكام التي تتصل بالمجتمع، الأحكام التي تتعلق بالحاكم، وهذه من واجبات الدولة، مثل الحدود والجهاد... (حديث الثلاثاء ص14-17 بتصرف وإيجاز).

إن القرآن الكريم نعمة عظيمة امتن الله بها على هذه الأمة المسلمة وجعله شرفها وعزها. قال تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك) (الزخرف: 44) أي: شرف -كما قال ابن كثير رحمه الله-؛ فمن أراد الشرف والسعادة والعزة والفخار والراحة والنجاة و... فعليه بالقرآن فهو مصدر كل خير وعلم ومعرفة، فلا خير إلا وهو الدال عليه، ولا عزة إلا وهو السبيل إليها، من تمسك به فاز فوزاً عظيماً.

أخرج الإمام الترمذي رحمه الله هذه الوصية النبوية الشريفة الموجهة للمؤمنين المجاهدين، رواها عن سيدنا زيد بن أرقم بإسناد حسن، يقول فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض. وعترتي أهل بيتي. لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. فانظروا كيف تخلفوني فيهما".

أهل القرآن هم أهل الله وخاصته:

عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" (أخرجه ابن ماجه وأحمد). وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما" (أخرجه الإمام مسلم). وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" (أخرجه البخاري ومسلم).

كفى لأهل القرآن هذه البشارات العظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كان من أهل الله وخاصته فلا يضل ولا يشقى وله السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.

فضل تلاوة الذكر الحكيم:

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" (أخرجه مسلم). لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ويكثر من تلاوته ويوصي بذلك, ويقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدفن عبد الله ذي البجادين: "اللهم ارحمه؛ فإنه كان قارئاً للقرآن".

"واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة والسلف الصالح يفرّون في رمضان من كل شيء إلى القرآن، ويتنافسون في ذلك، فكان قتادة يدرس القرآن في رمضان في المسجد ويختمه كل سبع ليالٍ مرة، فإذا جاء رمضان اجتهد في التدريس، وختم القرآن كل ثلاث ليال مرة، وكان الأسود يختمه في كل ليلتين، وأما الإمام مالك بن أنس وهو محدث المدينة، فكان إذا أقبل رمضان يفرّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على قراءة القرآن من المصحف" (لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي).

فقراءة القرآن ترفع للعبد درجات وتحط عنه سيئات, وتجعله في حصن حصين وسياج متين، وتقربه من ربه جلّ وعلا، وتزيده محبة لنبيه عليه الصلاة والسلام. عن السيدة الطاهرة العفيفة النقية الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" (أخرجه البخاري ومسلم والترمذي).

قال سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: "إن البيت الذي يُقرأ فيه القرآن اتسع بأهله، وكثر خيره، وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشياطين. وإن البيت الذي لا يُتلى فيه القرآن ضاق بأهله، وقل خيره، وخرجت منه الملائكة، وحضرته الشياطين" (انظر كتاب "كيف نتعامل مع القرآن العظيم" للدكتور يوسف القرضاوي).

وصدق ربنا تبارك وتعالى القائل في كتابه الحكيم مادحاً طائفة من أهل الكتاب بأنهم: (يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) (آل عمران: 113).

وكما حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن حث كذلك على الاستماع له، ومن يستمع له كان له نوراً يوم القيامة. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ علي القرآن". قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري" (رواه البخاري). وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه استمع إلى أبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن بصوته الشجي الجميل فقال له: "يا أبا موسى، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" (رواه البخاري). فلا بد إذن من قراءة القرآن والاستماع له؛ لقوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (الأعراف: 204).

ولا بد كذلك من تدبر معاني القرآن الكريم فهي من أعظم آدابه, يقول الدكتور يوسف القرضاوي مبيناً معنى التدبر: "النظر في أدبار الأمور، أي في عواقبها ومآلاتها، وهو قريب من التفكر، إلا أن التفكر تَصَرُّف القلب أو العقل بالنظر في الدليل، والتَّدَبُّر تَصَرُّفه بالنظر في العواقب" (كيف نتعامل مع القرآن الكريم ص 169). قال الباري جلّ وعلا: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (محمد: 24). وقال عز من قائل: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) (ص: 29).

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها. والآية: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) (المائدة: 118) (أخرجه ابن ماجه والنسائي). روى ابن عبد البر في "جامع العلم" عن علي رضي الله عنه قال: "ألا لا خير في عبادة ليس فيها فقه، ولا في علم ليس فيه تفهم، ولا في قراءة ليس فيها تدبر".

البكاء عند تلاوة القرآن:

إن البكاء من شيم الصالحين وخصوصاً عند تلاوة القرآن الكريم، يقول ربنا تبارك وتعالى: (..إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً . ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً . ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) (الإسراء: 107-109). وقال جلّ وعلا: (خروا سجداً وبكياً) (مريم: 58). وقال جلّ شأنه: (إنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) (الأنفال: 2). وقال جلّت عظمته: (الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد) (الزمر: 23).

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا القرآن نزل بحزن؛ فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به؛ فمن لم يتغن به فليس منّا" (رواه ابن ماجه بإسناد جيد). قال النووي رحمه الله: "البكاء عند تلاوة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين".

"رقة القلب ولينه من ذكر الله وسماع آيات الله هدى وعبادة. وقسوة القلب وتحجر العين ضلال. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، عميق التأثر بذكر الله، كما يليق بالرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم، عين الهداية صلى الله عليه وسلم" (الإحسان،1/ 316).

روى أحمد وأبو داود والنسائي رحمهم الله عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء". يقول ابن عباس رضي الله عنه: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذ الناس ينامون، وبنهاره إذ الناس مستيقظون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وبحزنه إذ الناس يفرحون" (تفسير القرطبي 1/21).

ولله در القائل:

الليل داج والعصاة نيام **والعارفون لدى الجليل قيام

يتلون آيات الهدى ودموعهم ** تجري ومنها قد تفيض سجام

لا يصبرون سويعة عن ذكره ** شوقاً وليس لمن يحب منام

حفظ القرآن الكريم:

من مميزات كتاب الله تعالى أنه ميسر للحفظ والذكر لقوله تبارك وتعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر) (القمر: 17).

وقد جاءت أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تحث وتحض على حفظ القرآن الكريم، روى ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" (أخرجه الترمذي). وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلِّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيقال له: اقرأ وارق وتُزاد بكل آية حسنة". (أخرجه الترمذي والحاكم وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي).

ويدخل في حفظ القرآن الكريم استذكاره وتعاهده حتى لا يفلت من الذاكرة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشدّ تفصياً من الإبل في عقلها" (رواه البخاري).

كما يدخل في حفظه تعلمه وتعليمه ومدارسته، فعن سيدنا عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (أخرجه البخاري وأبو داود). وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" (أخرجه مسلم).

حرمة القرآن وإكرام أهله:

روي عن سيدنا أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "القرآن أفضل من كل شيء، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن استخف بالقرآن استخف بحق الله تعالى. حَمَلَة القرآن هم المحفوفون برحمة الله، المعظّمون كلام الله، الملبسون نور الله، فمن والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد استخف بحق الله تعالى" (تفسير القرطبي 1/27). قال أبوعمرو: روي من وجوه فيها لين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن من إجلال الله: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط" (سنن أبي داود).

قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله رحمه الله في "نوادر الأصول": "فمن حرمة القرآن ألا يمسه إلا طاهراً، ومن حرمته ألا يقرأه إلا طاهراً، ومن حرمته أن يستاك ويتخلل فيطيب فاه، إذ هو طريقه".

وفي الباب أدلة كثير اكتفيت ببعضها، اللهم خلّقنا بأخلاق نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى نتأدب مع كتابك كما كان صلى الله عليه وسلم. قال قتادة: "يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ألست تقرأ القرآن؟! قلت: بلى! قالت: فإن خُلُق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن" (أخرجه مسلم).

الاهتداء بهدي القرآن:

قال الباري جلّ وعلا: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) (الأنعام: 155).

عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إنها ستكون فتنة! فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال:كتاب الله؛ فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن اتبع الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إنا سمعنا قرآناً عجباً. يهدي إلى الرشد فأمنا به) من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم" (أخرجه الترمذي والدارمي).

قال ابن عباس: "من قرأ واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة، ووقاه يوم القيامة الحساب، وذلك بأن الله تبارك وتعالى يقول: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) (طه: 123). قال رضي الله عنه: "فضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة" (تفسير القرطبي 1/9).

ويقول الباري جلّ شأنه: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" (الإسراء: 9). عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أُعطي أفضل مما أعطي فقد عظّم ما صغّر الله، وصغّر ما عظّم الله، وليس ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد، ولا يجهل مع من جهل، وفي جوفه كلام الله" (أخرجه الطبراني والحاكم). وكان عبد الرحمن السلمي إذا ختم عليه الخاتم القرآن أجلسه بين يديه، ووضع يده على رأسه وقال له: "يا هذا، اتق الله! فما أعرف أحداً خيراً منك إن عملت بالذي علمت" (انظر تفسير القرطبي 1/7).

إن الاهتداء بهدي القرآن، والاحتكام إليه وتحكيمه هو سبيل العزة والكرامة والمكانة الرفيعة. وما ذلّت أمة إلا بنبذها كتاب الله تعالى وراء ظهرها.

مسك الختام:

سمعنا أن أمريكا أخرجت لنا طبعة جديدة من القرآن الكريم سمته "فرقان الحق" مع تنقيحات وإضافات وإزالة بعض الآيات التي تمس وتنقص من كرامة اليهود وتحرض على الجهاد. والمسلمون في ضلالاتهم وغيّهم يعمهون. وأراد بوش بهذه الفضائح أن يلهي المسلمين عن قضية أمتهم المسلمة وما يقع لإخوانهم في فلسطين السليبة وفي العراق المكروب, وفي غيرها من بلاد الإسلام, وصدق من قال:"لقد كانت أمريكا أشبه بحارث المياه, وبعون الله لن تجني إلا طحالب ومحارات فارغة, وعويل الرياح بداخلها".

فمن أراد الشفاء فعليه بالقرآن فهو له شفاء، قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (الإسراء: 82). ومن أراد العزة فهي في القرآن واتباع هديه, ومن أراد النجاة والفلاح والسعادة فالقرآن سبيل ذلك، فهو ربيع قلوب الذاكرين والذكر الحكيم، وهو ترياقها الذي يطهرها من دناياها، وتبصر بعد عماها. (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون).

 

بقلم : د.أبو اليسر رشيد كهوس

نشر في مجلة الفرقان الأردنية: العدد 46، شوال 1426- نونبر (تشرين الثاني) 2005م.



المنشورات ذات الصلة