في هذه الظرفية الحرجة التي تجتازها البشرية، وفي ظل هذا الوباء (فيروس كورونا) المنتشر في العالم، يتدبر القلم الحكمة الإلهية في أقدار الله، في الجزء ال15 من نبض الحياة.. 1- من السنن الإلهية في معجزة الإسراء والمعراج: أن الأمل ينبثق من ثنايا الألم، وأن المنح تخرج من طي المحن، وأن اليسر يأتي على مطايا العسر، وأن العطايا تجيء على أقدام البلايا، وأن النعم تتنكر في أثواب النقم. (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).(إن الله بالغ أمره). 2- وكأن الأرض في استراحة من لهو البشر .. وكأن السماء تاقت للدعاء والصلاة والإنسانية.. رغم شراسة الفيروس، إلا أنه أيقظنا من كبرياء أنفسنا بعطسة.. ولفت انتباهنا إلى صغر حجمنا أمام الموت بكحة.. لذا عقموا قلوبكم برذاذ الحب.. ضعوا كمامة على كل باب تدخل منه الكراهية.. البسوا قفازات الأمل، حتى إن لامستم الحياة بأيديكم أبعدت عنكم جراثيم اليأس والقنوط.. اعزلوا أفكاركم السيئة في حجر صحي حتى تتعافى.. تحصنوا برحمة الله...وستمر الأزمة، ويحلو المر، وينتهي الضيق، ويزول الألم، فتعانقوا الأمل. 3- إن التعامل مع هذا الوباء الذي انتشر في العالم كله (كورونا)، لا يكون بالسخرية واللامبالاة، ولا بالذعر والهلع، ولا بالتهافت على تخزين المواد الغذائية.. وإنما: -بإصلاح العلاقة مع الله، والتوبة إليه، والدعاء والتذلل بين يديه.. [إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم]. (الرعد: 11). -واتخاذ الأسباب الاحترازية اللازمة، واتباع الإجراءات الطبية الوقائية. (نَفِر من قَدَر الله إلى قَدَر الله). اللهم اصرف عنّا الوباء، وقِنا شر الداء، ونجنا من الطعن والطاعون والبلاء، بلطفك يا لطيف إنك على كل شيء قدير. 4- حين تستودع اللهَ أمرك، يفر من ضعف حيلتك إلى أمن رعايته. 5- المسلم لا يستسلم للقدر، وإنما يدفع القدر بقدر مثله، ويأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله. 6-عزز مناعتك الجسدية، وفي نفس الوقت عزز مناعتك الروحية بالتوجه إلى الله تعالى، والإخلاص في السير إليه. 7- لا يحصل شيء في الكون بدون علمه وحكمته ومشيئته الأزلية.. فاطمئن. 8- هذا الفيروس "كورونا" أحد مخلوقات الله، لا يسير وفق هواه، فاهدأ، وخذ بالأسباب وثق بالله. 9- حتى لا تصاب بالاكتئاب والفزع من هذه التطورات الهائلة لهذا الفيروس، حافظ على أورادك وصلواتك ومناجاتك ودعائك وثقتك بربك.. 10- في مثل هذه الظروف الحالية وفي ظل انتشار هذا الوباء في العالم بأسره، يجب العمل بحديث النبي الأمين ﷺ حين سُئل: ما النجاة ؟ فقال: (أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ). ❶ "أمسك عليك لسانك": لا لنشر الإشاعات وبث الهلع والخوف بين الناس. ❷ "وليسعك بيتك": لا تخرج من منزلك. ❸ "وابكِ على خطيئتك": الاستغفار والتوبة والدعاء. 11-إن الشقاء كل الشقاء أن تقترف المعاصي في زمن البلاء والوباء. 12-نشر الطمأنينة في أوقات القلق هو نهج الأنبياء. 13- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ»(صحيح مسلم). وفي رواية: (فيَمكُثُ في بَلَدِه صابِرًا) (صحيح البخاري). معناه: أن من لزم بيته أو بلده وقت نزول الوباء يحصل له أجر الشهيد وإن لم يمت. 14-هذه الحياة مليئة بأصوات الإحباط، فلا تصغ إليها.. 15-علاوة على الالتزام بالحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، وباقي الاجراءات التي توصي بها وزارات الصحة ومنظمة الصحة العالمية، لابد من التفكير بإيجابية، ونشر التفاؤل بين الناس.. 16-إن المسببات مرتبطة بأسبابها شرعا وقدرا، لذلك فطلبها من غير أسبابها مذموم. 17-إن إنكار سنن الله في الأسباب يؤدي إلى إبطال حقائق العلوم وحقائق علوم الطب، وهذا مذموم في ديننا الحنيف. 18-كلما دعتك نفسك لترك عمل صالح، قل لها: لعلي بهذا العمل أدخل الجنة. 19- قال رجل لأبي الدرداء: أوصني. فقال له: (تذكر يومًا تصير فيه السريرة علانية). 20-إن القول بالتنافي بين التوكل على الله تعالى والأخذ بالأسباب جهل بالدين، والتوازن بين مقامي التوكل والأخذ بالأسباب هو الدين. 21- إن اتخاذ الإجراءات اللازمة، والأخذ بالأسباب الصحية والوقائية من الوباء، لا ينافي الرضا بالقضاء والقدر، ولا التوكل على الله، بل هو من صميم الدين ومن صميم الرضا بقضاء الله وقدره. 22-إن هاجمك اليأس فاسجد؛ فإن السجدة للروح حياة. 23-الخوف لا يمنع من الموت؛ وإنما يمنع من الحياة. 24-الله يقبل من يأتيه تائبًا، فكيف بمن يأتيهِ توّاقا! 25- توجد السعادة في موضعين: -قلب قانع بالعطاء. -ونفس مطمئنة بالقضاء. 26- [..أيامًا معدودات]: فلنحرص على اغتنامها والمنافسة على الخير فيها؛ بالذكر والقيام والدعاء وتلاوة القرآن، والبر والإحسان، والصبر والتحمل.. رمضان أكثر من الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة.. ** رمضان حياة ** 27-إلا مكاء وتصدية.. يعيش بعض العلمانيين اليوم مراهقة فكرية متأخرة، وتزداد شراستها أكثر كلما اقترب استقبال مواسم الطاعات والقربات والرحمة والمغفرة.. ما الفائدة من الدعوة إلى الإفطار في رمضان في وسط متدين! لماذا لا يظهر اهتمام هؤلاء فقط إلا حينما يتعلق الأمر بالشرع الحنيف: من صيام وحجاب وميراث وحج وعمرة... لماذا لا يهتمون بمن يصوم الليل والنهار من الفقراء والمساكين، وبمن تركن أبناءهن وأهلهن بحثا عن لقمة عيش في جمع الفراولة أو العمل في البيوت في بلاد الغربة... لماذا لا تعلو أصواتهم الانتهازية الفوضوية إلا على أحكام الدين وقيمه وأخلاقه! إن المتأمل في الحالة الهستيرية والحرقة المعدية التي أصيب بها هؤلاء يدرك الأزمة النفسية والفكرية التي يعيشونها، والمشكلات التي يعانون منها في جهازهم الهضمي المفاهيمي. ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 27]. 28-مهما كانت الأمور تدعو إلى الخوف أو القلق؛ فتأكدوا أن لنا الله تعالى هو الذي يُدبّر لنا، ويختار لنا الأصلح.. فاستبشروا خيرًا.. 29-ما خاب من أودع الله شتات أمره. 30- الأحداث الكبيرة لا تقع صدفة.. 31-إن مركب النجاة من هموم الدنيا: حسن الإيمان بالله تعالى. 32-الحمد لله على حياة يدبرها الله برحمته. 33-إن لم تحصل على ما أردت يوما؛ فلا تقل: من سوء حظي.. بل قل: لعل الله أراد لي الأفضل. 34-سلام اليقين بأنَّ رحمة الله اوسع من متاعب الحياة.. 35-رحم الله عبدا أقبل على ربه، وبكى على خطيئته، وأحجم عن المعاصي، واستعد للقاء الله. 36-إذا رأى الله منك ما يحب، أدام عليك ما تحب. 37- قيل لحكيم: هل هناك أقبح من البخل؟ قال: نعم، الكريم إذا تحدث بإحسانه لمن أحسن إليه. 38-اللهم إنِّا نعوذُ بِكَ من البرصِ، والجنونِ، والجذام، ومن سيِّئِ الأسقام. 39- اللهم باعد بيننا وبين الوباء والبلاء والمحن والشدائد. 40- اللهم اكشف الغمة عن جميع الأمة.