حوار مع الأستاذ الدكتور محمد منفعة

إن دراسة التاريخ الإسلامي فيه من الفوائد والعبر ما لا يُعَدُّ ولا يُحصى، خاصة إذا تمَّت دراسته لاستنباط ما وراءه من سنن إلهية قرآنية في سقوط الأمم واندحارها، وفي ارتفاع الأمم وازدهارها؛ ولهذا أرشدنا الله في كتابه الحكيم إلى سنن التاريخ فقال عز وجل: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين} [الأنعام:11]. وتكرَّر الأمر بتدبر السنن عشرات المرات، بل أبان بصريح العبارة: {يُرِيدُ الله لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء:26].

وانطلاقاً من الأهمية التي تكتسبها دراسة التاريخ الإسلامي أحببنا أن نجري حواراً مع المؤرخ الإسلامي فضيلة الدكتور محمد منفعة. وقبل أن ندخل في ثنايا الحوار نُعرِّف بضيفنا في سطور موجزة:

هو محمد منفعة من مواليد مدينة (فاس) عام (1955م)، داعية ومؤرخ إسلامي، أشرف على عدد من بحوث الإجازة والماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية والتاريخ، وناقش الكثير منها في مختلف الجامعات المغربية، حصل على دبلوم المدرسة التطبيقية للدراسات العليا في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة (السوربون) عام (1981م)، وعلى الدكتوراه في التاريخ الحديث من نفس الجامعة عام (1983م)، حصل على دكتوراه الدولة من جامعة محمد الأول في تاريخ الإسلام.

أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الأول، ورئيس وحدة البحث والتكوين للدراسات العليا: التواصل الحضاري، ورئيس وحدة البحث والتكوين للدكتوراه: تاريخ الإسلام وحضارته، عضو مجلس الكلية ومجلس الجامعة ومنسق لجنة البحث العلمي والتعاون، عضو مؤسس لمجلة (كنانيش) -مجلة متخصصة في الديمغرافية التاريخية-، له مجموعة من الإنتاجات والأبحاث التاريخية على شكل: (تصحيحات واستدراكات وإبداعات وترجمات وأعمال خاصة وردود.. بالعربية والفرنسية)، نُشرت له مجموعة من المقالات في منابر إعلامية مختلفة، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات.

الفرقان : في البداية ما هي فوائد دراسة التاريخ الإسلامي، وهل ثمة فرق بين تاريخ الإسلام وتاريخ المسلمين؟

د. منفعة: بداية جزى الله القائمين على مجلة (الفرقان) خيراً على هذا الاهتمام بالتاريخ الإسلامي، وقبل البدء في ذكر فوائد دراسة التاريخ الإسلامي، لا بد من الإشارة إلى أن فوائد التاريخ بصفة عامة كثيرة؛ بحيث يمكن لكل دارس أن يضع لائحة فوائده، وذلك حسب اجتهاده وما يهدف إليه في بحثه أو دراسته.

من هنا يظهر التنوع في الفوائد المستقاة من التاريخ بين المؤرخين؛ بحيث يمكن أن يستفيد الفرد وكذلك الجماعة أو الأمة من التاريخ، فمما يتعلق بالفرد:

- الأخلاق، والسلوك، والمعاملات الاجتماعية، والسياسية، والعبرة والاعتبار، والمعرفة، والعلم، والتوجيه، والحكم، والأمثال.

- وهناك ما يتعلق بحضارة من الحضارات القديمة أو الوسيطة أو الحديثة، وما يمكن أن يُستفاد منها؛ اجتماعيّاً أو سياسيّاً أو اقتصاديّاً أو علميّاً؛ لأنه من المرغوب فيه الاستفادة من تاريخ الأمم السابقة كما أمرنا الله بذلك، خاصة أسباب سقوط هذه الحضارات ونهوضها، وغير ذلك من الفوائد.. إلا أن الفائدة الأهم هي تتبع السنن الربانية في حياة البشرية من خلال دراسة نهوض هذه الشعوب والحضارات وسقوطها. ولولا الإسلام لما استطعنا أن نستخلص هذه السنن، ونستخرج منها بعض الأسس والمقومات والميزات والمنهج التي تجعل التاريخ الإسلامي يختلف عن تواريخ الأمم غير الإسلامية.

من هذا المنطلق، فللتاريخ الإسلامي فوائده كثيرة؛ منها الطرق التي استعملها الأنبياء والرسل في الدعوة إلى الإيمان بالله، والمنهج الرباني في تبيان طرق الحوار والتواصل، والحفاظ على الهوية الإسلامية، ومنها -كما قلت- الاسترشاد بالسنن الربانية لأخذ العبرة من الأحداث الماضية والحاضرة لبناء المستقبل، فضلاً عن التربية والمعرفة والعلم والمناهج المتنوعة..

أما سؤالكم عن الفرق بين تاريخ الإسلام وتاريخ المسلمين، فهو سؤال جيد؛ وذلك لما يحتاجه الموضوع من تصحيح، بحيث إن تاريخ الإسلام يتعلق بالتأريخ للإسلام منذ بدء الخلق، مروراً بالأنبياء والرسل، ثم ظهور محمد صلى الله عليه وسلم، ودراسة سيرته العطرة، وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده، وحالة تطبيق الإسلام في كل عصر. وهذا مصدره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم المصادر الموثوق بها للعلماء والمؤرخين الأتقياء. في حين يخبر تاريخ المسلمين عن الأفراد أي الصحابة والتابعين من علماء وصالحين وحكام وغيرهم، وعن الأمة الإسلامية بصفة عامة، وعن تقلبات أحوال الجميع ومعايشهم منذ ظهور الإسلام إلى اليوم.

يتضح من هذا التفريق، أنه علينا أن نضع لكل علم منهجه؛ حتى لا نقع في بعض الإسقاطات التي وقع فيها الغربيون حينما لم يفرقوا بين الدين وبين الناس الذين يتبنونه، وبذلك ألصقوا أخطاء الناس بالدين، ووقع الابتعاد عن الدين، كما هو الشأن لدينا اليوم في العالم العربي والإسلامي.

الفرقان: ما هو وضع الاهتمام بدراسة التاريخ الإسلامي بعد الغزو الثقافي الغربي لعقول أبناء أمتنا؟

د. منفعة: إن الاهتمام بدراسة التاريخ الإسلامي مازال ضعيفاً لا يتعدى الفئة المؤمنة العالمة إلا بنسبة ضئيلة؛ وذلك لما للغزو الثقافي الغربي لعقول أبناء أمتنا من تأثير قوي، وكذلك لانتشار الكتابات التاريخية الاستشراقية والعلمانية، وتصدُّرها المكتبة التاريخية، فضلاً عن سيطرة المناهج التعليمية الغربية على السياسات التعليمية في البلدان العربية والإسلامية، وقد أدى الأمر بهذه السياسات إلى تكريس المناهج الغربية في جميع العلوم، بل حذفت مادة التاريخ من بعض المقررات، وكأن مادة التاريخ ما هي إلا مادة سرد القصص والروايات التاريخية والأحداث السياسية فحسب؛ أي لا علاقة لها بالعلوم ولا بالحضارة، وبهذا الحكم الخطأ جرَّدوها من فوائدها الكثيرة التي سبق ذِكْر بعضها.

الفرقان: يعتمد المغرِّبون من بني جلدتنا في دراسة التاريخ على نظريات المدارس الوضعية المادية لتحليل التاريخ؛ كمدرسة (التحليل المادي الجدلي) التي يتزعمها (ماركس)، ومدرسة (التحليل الحضاري للتاريخ) التي يمثلها المؤرخ البريطاني (أرنولد توينبي)، ومدرسة (التحليل المثالي للتاريخ) التي يمثلها (هيغل)، كما يعتبر كتاب: "Méthodes des sciences socials" لمؤلفته: مادلين كراويتز (Madeleine Grawitz) مرجعاً أساساً لهم. كيف تثبت فشل تلك النظريات في تحليل التاريخ، وبمعنى آخر: كيف عجزت تلك النظريات عن تقديم صورة حقيقية لحركة التاريخ وفاعلية الإنسان فيه، خاصة أنك من الدعاة إلى دراسة التاريخ بمنظار السنن القرآنية؟

د. منفعة: إن المناهج الغربية التي يعتمد عليها أغلب الباحثين العرب في دراساتهم يرجع سببها إلى تقصيرنا في توضيح المنهج الإسلامي في دراسة التاريخ؛ بحيث مازلنا لم نكثف جهودنا للترويج للمنهج الإسلامي سواء في كتاباتنا أم في الندوات أم عبر وسائل الإعلام المختلفة، وحتى الباحثون الملتزمون الذين يتبنون المنهج الإسلامي مازالوا قليلي العدد، لا يستطيعون بإمكاناتهم المادية الهزيلة الترويج له بشتى الطرق.

لذا يرجع الباحثون العرب إلى المناهج الغربية السالفة الذكر وغيرها؛ مثل المنهج الوضعي، والمنهج البنيوي، والمنهج الاستقرائي، ومنهج المادية التاريخية إلى غير ذلك من المناهج. غير أن المنهج الذي يتبناه أغلب هؤلاء الباحثين هو المنهج المادي، الذي يرى أن أسباب الحروب والأحداث الاجتماعية والسياسية في التاريخ ترجع إلى الجانب الاقتصادي؛ لهذا يقول هؤلاء -على سبيل المثال- إن الهدف من الفتوحات الإسلامية أو الغزو هو الغنائم، وليس الدعوة إلى الإسلام، وكذلك يرون أن الحكام المسلمين منذ الخلفاء الراشدين إلى اليوم حكام استبداد، وجمع للضرائب والأسلاب، وهذه الأحكام الاعتباطية أخذوها عن المستشرقين من يهود ونصارى حاقدين على الإسلام والمسلمين، وأنعتها بالأحكام الاعتباطية؛ لأنها لم تنتج عن طريق البحث والتحليل؛ لأن الباحثين الموضوعيين من الغربيين توصلوا إلى غير هذه الأحكام، وبذلك نفوا عن الفتوحات الإسلامية هذا الهدف المادي الذي ادّعاه الحاقدون، وكذلك نفوا عن الحكام المسلمين -والخلفاء الراشدين خاصة- الاستبداد وحبهم لجمع الأموال، ورغم كتابة هؤلاء الموضوعيين لهذه النتائج لم يأخذ بها المغربون، وإنما أخذوا بهذه الأحكام الاعتباطية لأنها تلائم منهجهم المادي الأحادي النظرة، والذي لا يدرس الحادثة في شموليتها وفي إطارها الزمني، وهذا الانتقاد يسري على جميع النظريات الغربية أحادية الجانب. فضلاً عن أنها تسقط أحكاماً خاصة بالمجتمع الأوروبي على المجتمع الإسلامي خاصة أو المجتمع الشرقي بصفة عامة، دون الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل مجتمع على حدة، ومن الأمثلة على ذلك: يقولون بأن المجتمع الأوروبي مر بخمس مراحل: المشاعية البدائية، والعبودية، والإقطاع، والرأسمالية، والاشتراكية العلمية؛ لذا فكل المجتمعات مرت أو ستمر بهذه المراحل، وحينما نقول بأن المجتمع الإسلامي لم يعرف العبودية لأنها كانت فترة قبل ظهور الإسلام، يردون على ذلك بأنه عرف الإقطاع، وهذا الحكم لا أساس له من الصحة، وذلك لأن الإقطاع الإسلامي له سماته التي تختلف عن سمات (الفيودالية) أو الإقطاع الأوروبي. وهؤلاء بتعميم أحكامهم يريدون أن يجدوا مبرراً للقوانين التي وضعها فلاسفة التاريخ الغربيون، مثل (ماركس) -الذي قال بالمراحل الخمس- إلى غير ذلك من علماء الاجتماع والمؤرخين وفلاسفة التاريخ الذين وضعوا قوانين لحياة البشرية.

أما عن المصادر الغربية التي يرجع إليها هؤلاء المغربون فلا تقتصر على كتاب (مادلين كراويتز) فحسب، وإنما هناك مصادر كثيرة منها كتب: (فيرناند بروديل) و(جي بوردي) و(هيرفي مارتان) و(كارل ماركس) و(ماكسيم رودنسون) و(هيجل) و(رانكه) وغير هؤلاء من الذين نظروا للتاريخ أو الذين درسوا نظريات هؤلاء.

الفرقان : ما هي القناعات التي جعلتك تختار سبيل السنن الإلهية لدراسة التاريخ؟

د. منفعة: إن الاقتناع بالسنن الربانية لدراسة التاريخ أمر بدهي وضروري لكل مسلم يؤمن بالله، وذلك لأن الإيمان بالله يقتضي الإيمان بما أخبر به في كتابه أو عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن الأمور التي أخبر بها في القرآن السنن الناظمة والمنظمة لحياة البشرية، والتي لا يمكن أن نتجاهلها، وإلا فسنسقط في القول بعبثية الحياة البشرية أو الصدفة، وهذا لا يقبله عقل مؤمن بعظمة الله وتدبيره للكون والحياة.

مع العلم أن الله سبحانه أمرنا بالسير في الأرض للنظر في آثار الأمم المكذبة، أو التي ابتعدت عن تطبيق ما أمر به، قال تعالى في محكم كتابه: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ} [الروم:42]. وهذا يعني أن سنة الله في الحياة الإنسانية جارية لا تبديل لها ولا تحويل. قال عز وجل: {سُنَّةَ الله فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً} [الأحزاب:62].

الفرقان: هل الروايات التاريخية مازالت بحاجة لغربلة وتنقية مما شابها من أخبار موضوعة وضعيفة، خاصة تلك التي كرَّستها الظروف التاريخية التي كانت في خدمة السلاطين وإضفاء الشرعية على ولايتهم وعلى قوة القهر التي يستعملونها ضد رعيتهم؟

د. منفعة: إن نداء العلماء المخلصين في هذه الأمة لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي بمنهج إسلامي هادف قصد غربلته وتنقيته من الشوائب، يبين مدى خطورة التحريفات والأباطيل والشوائب التي لحقت بالتاريخ الإسلامي، والتي انتبه إليها هؤلاء العلماء الأجلاء وحاولوا دحض بعضها. لذا من المفروض أن نتصدى لتصحيح الأخطاء ورد الشبهات وتفنيد الأباطيل والدسائس التي دسها المستشرقون والمعرضون في التاريخ الإسلامي، وأقترح أن تتصدى لهذا هيئة من العالم الإسلامي متخصصة في التاريخ الإسلامي لإعادة كتابته.

الفرقان: ما هي المجالات التاريخية التي يجب الاهتمام بها وإفرادها ببحوث ودراسات، خاصة تلك التي يتوقف عليها تغيير الأمة وبناء كيانها، وعمرانها الأخوي المنشود؟

د. منفعة: من أهم هذه المجالات السنن الربانية في الحياة البشرية، مع تبيان أهميتها في سقوط الأمم السابقة ونهوضها، بالإضافة إلى السيرة النبوية وتبيان جميع مجالاتها المتنوعة، وحياة الخلفاء الراشدين، والحكام الذين نهضوا بالأمة الإسلامية، ودراسة أسس الحضارة الإسلامية ومجالاتها المختلفة من علوم وتربية وتعليم ونظم وأخلاق وتسيير إداري ومالي وتدبيرهما، إلى غير ذلك من المجالات التي تفيد في تغيير الأمة وبناء كيانها.

الفرقان: نجد بعض أبناء هذه الأمة قد يئسوا من الواقع المر، هل هذا اليأس صحيحاً أو أن الأمر يتطلب جهوداً متواصلة حتى تحقيق النصر والتمكين؟

د. منفعة: أولاً من المفروض ألا ييأس المؤمن. قال تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْأسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]. وقد دخل اليأس إلى قلوب عدد كبير من شباب الأمة الذين بهرهم الغرب بماديته وتكنولوجيته، واعتقدوا أن العالم الإسلامي لن يستطيع فعل أي شيء؛ لأنه غارق في وحل التأخر العلمي والتكنولوجي. لكن سنة الله تؤكد أن التغيير ممكن إذا عزمنا على تغيير حالنا. قال تعالى: {إِنَّ الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]. انطلاقاً من هذه الآية؛ على المسلمين أن يبذلوا ما في وسعهم، كلٌّ حسب اختصاصه وطاقته، هذا فضلاً عن أنه بإمكان الدول العربية والإسلامية أن تكون أحلافاً اقتصادية واجتماعية وسياسية كمثيلتها الأوروبية والأمريكية، وبذلك يتم النصر والتمكين في الأرض بإذن الله.

الفرقان: يقول الحق سبحانه: {وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:55].

الفرقان: انطلاقاً من الآية الكريمة ومن هذه السنة القرآنية في الاستخلاف؛ كيف ترى مستقبل الأمة الإسلامية؟

د. منفعة: الآية تبين أنه إذا توفرت فينا شروط الاستخلاف التي توافرت في المسلمين الأوائل؛ فسيتحقق وعد الله سبحانه للأمة الإسلامية من جديد، وبهذا سيكون المستقبل للإسلام إن شاء الله.

الفرقان: كلمة ختامية.

د. منفعة: أطلب من الله العلي العظيم أن يجعل عمل المشرفين على مجلة (الفرقان) خالصاً لوجهه تعالى وفي ميزان حسناتهم، وأن يسدد خطاهم، ويجعل المجلة منعطفاً مهمّاً في إنارة السبل للنهوض بالأمة الإسلامية، ووسيلة من وسائل الرقي والفوز في الدنيا والآخرة. وأدعو جميع المسلمين أن يشجعوا هذا العمل الجاد، ويشجعوا كل الأعمال الهادفة إلى النهوض بالأمة الإسلامية ماديّاً ومعنويّاً.

الفرقان: بدورنا نشكر الدكتور محمد منفعة على ما أفاض وأجاد، ونسأله سبحانه أن يتقبل منه جهده وعمله.

حاوره: رشيد كهوس

مجلة الفرقان الأردنية: السنة التاسعة، العدد: 83، ذو الحجة 1429هـ-كانون الأول (دجنبر) 2008م.



المنشورات ذات الصلة